عراقة الإسلام في اشبيلية - مظاهر اسلامية تراثية باقية - على منتديات شباب بورين
يقوم نحو مليون ونصف المليون سائح سنوياً بزيارة القصور الملكية والكاتدرائية في مدينة إشبيلية، وربما كانت الخيرالدا الشهيرة أهم معلم من معالم هذه المدينة التي تجذب إليها الأنظار. وكانت هذه مئذنة بنيت في العهد الإسلامي في الأندلس، وتعتبر أقرب إلى الأعاجيب الهندسية منها إلى مئذنة، إذ كانت تستخدم للدعوة إلى الصلاة، وكانت تعتبر حتى وقت قريب أعلى مبنى في العالم، وتم بناؤها عام 712 ميلادية، ومصممها عربي عاش في المدينة، يذكر التاريخ أن اسمه جعفر، ويذكر آخرون أن اسمه بن يعقوب يوسف، ويقال إن من أشرف على البناء هو شاعر يدعى أبو بكر، لذلك فإن البناء أقرب إلى القصيدة منه إلى بناء من الطوب.
يصل ارتفاع الخيرالدا إلى نحو 250 قدماً (93 متراً)، وليس لها سلم، بل يدور حولها طريق منحدر صاعد، يقال إن المؤذن كان يصعد إلى قمتها علي صهوة جواد، وكان مبناها القديم ينتهي بأربع كرات تشير إلى أركان الأرض الأربعة، أضاف إليها المهندس الأسباني الكاثوليكي هيرنان رويث عام 1568 أربعة تماثيل من عصر النهضة، وأضاف على قمتها قطعة متحركة تدور مع اتجاه الريح، ويقال إن اسمها الخيرالدا أي الدوارة - في اللغة الاسبانية - جاء من دوران تلك القطعة.
وإلي جوار المئذنة صحن المسجد الذي أصبح يلتصق بالكاتدرائية التي بناها الملوك الكاثوليك لاستغلال المئذنة كقطعة فنية في إطار ذلك المبنى، وتعتبر تلك الكاتدرائية من أضخم ما أقيم في أسبانيا منذ سقوط الأندلس وبداية العهد المسيحي.